الجمعة، 22 أكتوبر 2010

تكست - العدد السابع: قراءة في خطاب الهزيمة في الإسلام كتب عبد الحليم مهودر


قراءة في خطاب الهزيمة في الإسلام

*عبد الحليم مهودر

أصدر الكاتب والناقد العراقي عبد الغفار العطوي كتاباً جديداً بعنوان ( التأمل والتمرد | قراءة في خطاب الهزيمة في الإسلام ) عن دار رند – دمشق – سوريا 2010 م من القطع المتوسط وبحدود 278 صفحة ، وعلى خمسة فصول ومقدمة وخاتمة ، تناول فيه إشكاليات الخطاب الإسلامي ومعوقات فهمه لفكرة بقاء الإسلام التاريخي كأحد متبنياته مهيمناً على الفضاء الإسلامي المعاصر ، حيث ينقل لنا ذلك الخطاب أزمة الهزيمة التي جرفها التاريخ الوسيط في القرون الوسطى حيث حاضنة الإسلام التاريخي مشكلة الملامح الأساسية لعامنا اليوم عبر التأكيد على سلطة الخطاب في وضع اليد على مقدرات العالم الإسلامي


يبدأ الكتاب في مقدمته صادماً لمتبنيات القراء حيث يؤسس لفكرة مفادها : هل هزيمة الإسلام حتمية ؟ ولأن هذه الفكرة تخضع للفحص ، ولا يمكن قبولها هكذا إلا أن الكاتب وهو يعرف ذلك يصرح إنه ما دام الإسلام هو عبارة عن خطاب يعرف نفسه بقدرته على استيعاب معطيات العصر فإنه يبدو مشروعاً مقترحاً في جملة مشروعات فكرية وعقائدية وثقافية تحتكم للواقع ، وعليه لا يمكننا فرض الإسلام إلا على إنه ثقافة قابلة للتجاذب والجدل ، مما يعني إمكانية إخفاقه في فهم الواقع بغض النظر عن مكانته الرفيعة كونه ديناً منزها من الله سبحانه وتعالى ، ويفتتح الكاتب العطوي الفصل الأول تحت عنوان رئيسي : كيف نستقبل هزيمة الإسلام في عصرنا ؟ لنجده يقسم هذا الفصل إلى عدة عنوانات فرعية تصب جميعها في عملية الاستقبال المشروط بهزيمة الإسلام عبر هزيمة التاريخ الإسلامي ، وهيمنة التاريخ وبروز الأنا ، والإسلام والمتغيرات وظهور الآخر في الحياة الإسلامية ؛ لنصل إلى ملامح الإسلام في عصرنا ، وهو استقبال غير مبشر بخير كما يضعنا الكاتب فيه ، ويعرج العطوي في الفصل الثاني إلى الوعي الذي يشخص الهزيمة من خلال نقاط مختلفة تؤكد على ضرورة إقامة الوعي على ملابسات الهزيمة للإسلام في عصرنا مثل الدوافع الرئيسية في ظهور الإسلام كالدافع السياسي والروحي والثقافي إلى أن نصل للإسلام وفهم العالم والإسلام والسياسة وحتى تجاربه في إقامة دولة وصولاً لمستقبله بحيث ندرك حرص الخطاب الإسلامي على إظهار معالم الهزيمة التي تعني شكلاً من أشكال الاخفاق المفهومي والمعرفي له مع الواقع ، وما أراده الكاتب من كل هذا الاستعراض هو وعي الهزيمة في فهم الإسلام للغة العصر الحالي وخطاب التنوير الذي جاء به عالمنا ، في ثورة النقد الفكري والتحليل المعرفي

في الفصل الثالث من هذا الكتاب تواجهنا تجارب التمرد في الإسلام وهي عبارة عن ردود أفعال صارخة على الهزيمة التي لحقت بتفسير وتأويل النص الإسلامي بوصفه حقيقة مقلوبة لشخصية المسلمين ، ومظهر من مظاهر رفضهم لأنماط التفكير القائم على وعي الهزيمة

أما في الفصلين الأخيرين فيكرس الكاتب جهده في نقد خطاب الهزيمة في دائرة الفضاء الإسلامي ، كصورة واضحة للهزيمة في الإسلام المعاصر ثقافياً وسياسياً وعقائدياً، وكذلك جعل الهزيمة تمردا ًفيه ، ليكون لدينا انطباع بأن الإسلام لم يعد سوى أفكار بالية للانتقام من الآخر الذي يقف بالمرصاد على أبواب معاقل العالم الإسلامي

الكتاب هنا يؤكد على إن الهزيمة غير نابعة من الالتباس المعرفي للإسلام بمواجهة الغرب ، إنما لأنه يعكس سوء الفهم الذي يبديه المؤول الإسلامي من ناحية قراءته للنص الإسلامي على اعتباره حقيقة انعكاس لشروط رؤيته للعالم

*كاتب عراقي

العـــــــــودة للصفحـــة الرئيســــة – العــدد السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق