الجمعة، 22 أكتوبر 2010

تكست - العدد السابع: قراءة في خطاب الهزيمة في الإسلام كتب عبد الحليم مهودر


قراءة في خطاب الهزيمة في الإسلام

*عبد الحليم مهودر

أصدر الكاتب والناقد العراقي عبد الغفار العطوي كتاباً جديداً بعنوان ( التأمل والتمرد | قراءة في خطاب الهزيمة في الإسلام ) عن دار رند – دمشق – سوريا 2010 م من القطع المتوسط وبحدود 278 صفحة ، وعلى خمسة فصول ومقدمة وخاتمة ، تناول فيه إشكاليات الخطاب الإسلامي ومعوقات فهمه لفكرة بقاء الإسلام التاريخي كأحد متبنياته مهيمناً على الفضاء الإسلامي المعاصر ، حيث ينقل لنا ذلك الخطاب أزمة الهزيمة التي جرفها التاريخ الوسيط في القرون الوسطى حيث حاضنة الإسلام التاريخي مشكلة الملامح الأساسية لعامنا اليوم عبر التأكيد على سلطة الخطاب في وضع اليد على مقدرات العالم الإسلامي


يبدأ الكتاب في مقدمته صادماً لمتبنيات القراء حيث يؤسس لفكرة مفادها : هل هزيمة الإسلام حتمية ؟ ولأن هذه الفكرة تخضع للفحص ، ولا يمكن قبولها هكذا إلا أن الكاتب وهو يعرف ذلك يصرح إنه ما دام الإسلام هو عبارة عن خطاب يعرف نفسه بقدرته على استيعاب معطيات العصر فإنه يبدو مشروعاً مقترحاً في جملة مشروعات فكرية وعقائدية وثقافية تحتكم للواقع ، وعليه لا يمكننا فرض الإسلام إلا على إنه ثقافة قابلة للتجاذب والجدل ، مما يعني إمكانية إخفاقه في فهم الواقع بغض النظر عن مكانته الرفيعة كونه ديناً منزها من الله سبحانه وتعالى ، ويفتتح الكاتب العطوي الفصل الأول تحت عنوان رئيسي : كيف نستقبل هزيمة الإسلام في عصرنا ؟ لنجده يقسم هذا الفصل إلى عدة عنوانات فرعية تصب جميعها في عملية الاستقبال المشروط بهزيمة الإسلام عبر هزيمة التاريخ الإسلامي ، وهيمنة التاريخ وبروز الأنا ، والإسلام والمتغيرات وظهور الآخر في الحياة الإسلامية ؛ لنصل إلى ملامح الإسلام في عصرنا ، وهو استقبال غير مبشر بخير كما يضعنا الكاتب فيه ، ويعرج العطوي في الفصل الثاني إلى الوعي الذي يشخص الهزيمة من خلال نقاط مختلفة تؤكد على ضرورة إقامة الوعي على ملابسات الهزيمة للإسلام في عصرنا مثل الدوافع الرئيسية في ظهور الإسلام كالدافع السياسي والروحي والثقافي إلى أن نصل للإسلام وفهم العالم والإسلام والسياسة وحتى تجاربه في إقامة دولة وصولاً لمستقبله بحيث ندرك حرص الخطاب الإسلامي على إظهار معالم الهزيمة التي تعني شكلاً من أشكال الاخفاق المفهومي والمعرفي له مع الواقع ، وما أراده الكاتب من كل هذا الاستعراض هو وعي الهزيمة في فهم الإسلام للغة العصر الحالي وخطاب التنوير الذي جاء به عالمنا ، في ثورة النقد الفكري والتحليل المعرفي

في الفصل الثالث من هذا الكتاب تواجهنا تجارب التمرد في الإسلام وهي عبارة عن ردود أفعال صارخة على الهزيمة التي لحقت بتفسير وتأويل النص الإسلامي بوصفه حقيقة مقلوبة لشخصية المسلمين ، ومظهر من مظاهر رفضهم لأنماط التفكير القائم على وعي الهزيمة

أما في الفصلين الأخيرين فيكرس الكاتب جهده في نقد خطاب الهزيمة في دائرة الفضاء الإسلامي ، كصورة واضحة للهزيمة في الإسلام المعاصر ثقافياً وسياسياً وعقائدياً، وكذلك جعل الهزيمة تمردا ًفيه ، ليكون لدينا انطباع بأن الإسلام لم يعد سوى أفكار بالية للانتقام من الآخر الذي يقف بالمرصاد على أبواب معاقل العالم الإسلامي

الكتاب هنا يؤكد على إن الهزيمة غير نابعة من الالتباس المعرفي للإسلام بمواجهة الغرب ، إنما لأنه يعكس سوء الفهم الذي يبديه المؤول الإسلامي من ناحية قراءته للنص الإسلامي على اعتباره حقيقة انعكاس لشروط رؤيته للعالم

*كاتب عراقي

العـــــــــودة للصفحـــة الرئيســــة – العــدد السابع

تكست - العدد السابع: الترجمة و سلطة الخطاب الفلسفي كتب د. عادل الثامري


الترجمة و سلطة الخطاب الفلسفي

*د.عادل الثامري

ترتبط خطابات الفلسفة ودراسات الترجمة بمواقف ثلاثة:استعمل الفلاسفة الترجمة بوصفها دراسة حالة او استعارة لموضوعات و تطبيقات أكثر عمومية، يشير منظرو وممارسو الترجمة إلى الخطابات الفلسفية لإسناد ما يعتقدون به و للحصول على مصداقية لأقوالهم و أعمالهم، كما قدم الفلاسفة و الدارسون و المترجمون تعليقات على ترجمة الخطابات الفلسفية .

ثمة فجوة كبرى في التراث الفلسفي الغربي فيما يخص الترجمة و لم تردم هذه الفجوة و قد يعزى استثناء الترجمة إلى المركزية الأثنية بان جميع اللغات الأجنبية هي لغات بربرية ( "بربري" تعني "أجنبي" في اللغة اليونانية). و قد تواصل هذا الأمر في الحضارة الرومانية و القروسطية أي ابان الحكم الكنسي القمعي و كان يتم التعامل مع الترجمة و كأنها أمر سري ، و قد يذهب البعض الى ان القمع الفلسفي للترجمة بوصفها درسا ناتجا عن ان ثقافة أوربا كقارة تأسست على الترجمات ( فلسفةً من اليونانية و ديناً من الآرامية) مما دعا إلى إخفاء الأصول الترجمية و ذلك من خلال معاملة الترجمات بوصفها أُصولا. و لهذا نجد الكثير من الإعمال المترجمة التي ليس لها نصوص أصلية. وقد هيمنت الاثار المسيحية على ممارسة الترجمة و انتقلت هذه الهيمنة الى المتلقي العربي مع المترجمين الذين كان اغلبهم من السريان المسيحيين في العصر الذهبي للترجمة في القرنين الثالث و الرابع الهجريين

.


.بدأت المواقف تتغير مع أفكار همبولت و شلايرماخر، حيث التوكيد على ان الترجمة ينبغي ان تقرأ بوصفها ترجمة؛ و عمل الفيلسوف شليغل على الخطوط المفاهيمية التي تفرق بين "الغريب" و "الأجنبي" و وظهر الاتجاه الهيرمنيوطيقي الذي يؤكد طبيعة النص المصدر او المؤلِف المترجَم، فلا يمكن لنص ما أن يعطي كل المعلومات الضرورية لينقل نقلا كاملا و ذلك لان النصوص منفتحة على تأويلات مختلفة و متباينة . المسألة المهمة هي الدرجة و الكيفية التي يمكن بها للمرء أن يفترض انه فهم ما يترجم ، و هذه مسألة جوهرية في التحدار الظاهراتي كما في أعمال هوسرل و هايديغر و غادامير و ريكوار. يعد هايديغر صاحب الفلسفة اللغوية التأويلية أول من استعمل الترجمة بوصفها أنموذجا للعرض الفلسفي و الفكري ، و لم يكن اهتمامه بالترجمة ينصب على تعددية التأويلات فقط بل على اونطولوجيا اللغة و أسباب تعدد اللغات و انطلق هايديغر من منطلقين هما النظرة الى اللغة الإنسانية و النظرة الى المصطلحات الفلسفية وخلص الى نوعين من الترجمة هما الترجمة التحريفية و الترجمة التحقيقية. أما غادامير فسار على الاسس التي وضعها شلايرماخر و تأثر بافكار هايديغر والمفهومان الأساسيان عنده التأويل و الحوار. حيث يرى غادامير ان كل فهم هو تأويل و كل تأويل له طبيعة لغوية فيكون كل فهم لغويا. و ينظر الى الفلسفة و الترجمة على ان كلاهما فهم تأويلي و كلاهما فهم حواري


يمكن إيجاز المقاربة الهيرمنيوطيقية في عدد من المسائل: طالما ليس هناك فهم موضوعي للنص لا يمكن لترجمة ما أن تمثل الأصل تماما و لا يمكنها إلا أن تغير معنى النص المصدر؛ يرى البعض أن مثل هذه المقاربة الفلسفية للترجمة تجعل المترجم أكثر مسؤولية و مساهما في الخلق الفعّال للترجمة و ليس عبدا لأوهام "المكافئ" ؛ و يدعي آخرون إن هذه المقاربة تشجع المترجم على تجاوز أخلاقية "الأمانة" .

و عبر الأطلسي كانت هناك مواقف للفلسفة من الترجمة و خصوصا في التحدار الفلسفي للمدرسة التحليلية،قدم الفيلسوف الأمريكي "ويلارد كوين" وجهة نظر مختلفة تماما ،فقد اهتم كوين بمسألة أن مجموعة البيانات يمكن مقاربتها بأكثر من نظرية واحدة و ليس ثمة طريقة ما للمفاضلة بين النظريات، و لأنه فيلسوف تحليلي محافظ فقد بحث كوين عن إجابة منطقية متبعا منهجا يقود إلى الشك و قد استعمل الترجمة بوصفها تجربة عقلية و برهانا على مبدأ معرفي هو إن الترجمة "غير محددة" أي بالإمكان وضع معاجم مختلفة لترجمة اللسان الغريب لكن لا يكون بعضا موافقا لبعض. . أما رومان ياكوبسن فقد رأى أن معنى أية علامة لغوية هو ترجمتها إلى علامة بديلة و هذا هو مبدأ السيميوزيس حيث أن المعنى هو صيرورة تأويل أو ترجمة ، و هذه الفكرة تعود بجذورها إلى الأمريكي "بيرس"، مؤسس المقاربات السيميائية؛ و يستند مبدأ السيميوزيس إلى أن الترجمة لا تكرر و لا تعيد إنتاج المعنى بل إنها "تخلق" المعنى. و تجد هذه الفكرة جذورا لها في خطابات الفلاسفة الباحثين عن اليقين و عن أساس مؤكد للفكر



لقد قادت الأفكار المختلفة في فلسفة القرن العشرين الى مناظرات و نقاشات هامة أسهمت في تطور الحركة الفكرية و من أشهر تلك النقاشات تلك التي دارت بين جون سيرل و جاك دريدا بين عامي 1983 و1988. لقد دافع سيرل عن وجود المعنى الحرفي في حين لم يعترف دريدا بوجود أساس ثابت و مستقر للمعنى .و قد أثَرت هذه النقاشات على سلطة الخطاب الفلسفي في نظرية الترجمة . لم يكتب دريدا إلا النزر القليل عن الترجمة قبل هذه المناظرة ، ففي مؤلفه المبكر "في الكتابة" قدم لمقاربته بوصفها نقدا للفصل التقليدي بين الشكل و المعنى ، و خصوصا في اللسانيات السوسيرية و ما تلاها . ينبع وهم "المعنى المستقر"، حسب دريدا، من الاقصاءات او الاستثناءات التي سادت بعد ان طرح سوسير مفهوم العلامة اللغوية الثنائية التشكيل (دال و مدلول) و إقصاء الشكل الكتابي لمصلحة اللغة المنطوقة. و ينبغي للفكر الفعَال أن يستبعد تلك الاختلافات المكبوتة و أن يجعلها تعمل بالضد من الاستقرار؛ و لمن يقرأ هذا من منظور نظرية الترجمة يبدو له الأمر نظرية سيميوزيس حيث أن المعنى صيرورة للتأويل و إعادة التأويل، و بعبارة أخرى فهي نظرية عامة للترجمة ليس بوصفها صيرورة تنقل المعنى بل تخلقه.لم يكن دريدا منظرا للترجمة بل فيلسوفا مهتما باللغة و الترجمة؛لكن أفكاره تستعمل لبناء مقاربات جديدة للترجمة في نطاق دراسات الترجمة و يصبح التفكيك في هذه السياقات الجديدة نظرية ترجمة .في الحقيقة، لم يقدم دريدا في كل أعماله أية نظرية للترجمة مثل هذه ، فهو يذكر الموضوع في تعليقات مبكرة حول "اللا تكافؤ" و كذلك في قراءته لفالتر بنيامين ، و تعد تعليقات دريدا حول الترجمة تعليقات محافظة إذا ما قورنت بتعليقات الكثير من منظري الترجمة حتى أولئك الذين انطلقوا في أفكارهم من دريدا نفسه؛ و تعد البرازيلية "روزماري اروجو" الرائدة في المقاربة التفكيكية للترجمة من خلال دراساتها خلال التسعينيات.يمكن القول ان دريدا قد تأثر في نظرته للترجمة بنظرية هايديغر في اللغة و خصوصا في مفهوم الاختلاف و تأثر بفالتر بنيامين في مفهوم البقاء(قيام الترجمة بمواصلة حياة النص الاصلي) الا ان دريدا قد ذهب ابعد من ذلك حيث رأى ان البقاء صفة ذاتية للترجمة :" النص يتنامى عن طريق النقول" و البقاء هو تجيد دائم و متواصل للحياة و الحياة عبارة عن ازدياد معانٍ جديدة و انمحاء معانٍ اخرى و يبقى مما انمحى الاثر و هذا الاثر ما يلبث ان ينبعث ( كل انمحاء يدعو الى اندثار و كل اندثار يدعو الى انبعاث) و طبقا لدريدا فان الترجمة باستنادها الى الاختلاف قادرة على انشاء نمط جديد من التفكير الفلسفي ينبني على الاختلاف و العرض و الاثر.

لقد تعكزت تنظيرات الترجمة على خطابات فلسفية أكثر مما كان يدور في بال الفلاسفة و لفترة طويلة تعود إلى أيام جيروم و هوراس اللذين صاغا سلطة " الأمانة" في الشكل و المعنى و سلطة "الحرفية" على التوالي، و رفع منظرو الترجمة مكانة هاتين الشخصيتين إلى مصاف "سلطة الفلسفة" . وحدث الأمر ذاته مع شخصيات أخرى مثل همبولت و فالتر بنيامين و سارتر و هم مفكرون و كتاب اكثر من كونهم فلاسفة بالمعنى المهني للمصطلح. و ربما يرجع هذا الأمر إلى منظري الترجمة أنفسهم لكون هذه الشخصيات تتمتع بمكانة مرموقة في الحلقات التي تناقش فيها الترجمة.





*أكاديمي عراقي






العـــــــــودة للصفحـــة الرئيســــة – العــدد السابع

تكست - العدد السابع: الأيزديون كتب محمد عفيف الحسيني


الأيزديون

*محمد عفيف الحسيني

أخوالي من جهة الطاووس ملك

.

بروقٌ تتناثر على آلاتهم الملكوتية، بروقٌ تتناثر على سمائهم المضطهدة، بروقٌ وبروقٌ واضحة في الجبل، بجانب كولسن، بجانب شيخي البروق ـ شيخ آدي؛ شيخي الذي أغرقوه في الترف واللغة الكليمة، في الحجرة، في الزمن، في الأناشيد التي رتلوها لها، تلك التي البتول كولسن. يتلفت شيخي الكبير المعطر بعطر من اليعاقبة والنسطوريين والحقول الذبيحة والقلق والدخان الذي يتصاعد من الحب الكبير في معسكرات المنفيين أمثالي؛ يلتفت شيخي الكبير الإيزدي إلى كولسن، يدهن جسدها بطيب من الظلام والمقدس والخيانة، وعلى تخومها يستنجد بالآلام، يستنجد بالملك الكبير الطاووس الذي ذبحوه، هناك على الأرض: قيدوا رجليه الرقيقتين بشريط من حرير قامشلي، نتفوا ريش ذيله المبارك، طووا جناحيه الثقيلين على الطيران، بقبضة السكين الخشبية، أشعلوا في روحه الحب: سوف نذبحك أيها الطائر الملك. كان الطائر القدوس يبكي، لأنه لن يغني بعد، فقد ذُبحتْ حنجرتُه بسكين تشبه شفرات الحلاقين، أو المطهرين.

ثمت في غوتنبورغ، طائر الطاووس.

ثمت في غوتنبورغ، طائر المنفي.

يعزف الروسي الأيزدي صباحاً مساءً على آلته الأكورديون، عزفاً يتحدث عن ذلك الطاووس الذبيح.

في غوتنبورغ، تعيش كولسن مع الأيزيديين، يبحثون معاً عن ريش الألم، الألم الذي ينام على الأرض، ويسيل على الأرض مثل قهوة لن يشربها ضيوف المنفي، الذي يبحث مثلهم، عن الريش ـ طاووس ملك الذبيح.

Mon Amour

Mon Amour

يعزف السيد الروسي على آلته السيدة الأكورديون، يعزف أيضاً، نفس الأغنية ـ العذاب، الشيخ الكبير قبل مئات السنوات كان يهرب من بعلبك، إلى كوردستان، وهناك أنشأ المطلق الكهنوتي: Mon Amour.

ـ Mon Amour

ـ ماذا قلتَ؟.

أسأل السيد عازف الأكورديون، الذي في نفق غوتنبورغ، شجياً، وقاسياً، وبارداً من نفحة هواء قامشلي.

ـ هل تحبها، ياسيدي؟.

ـ هل تحب الجيتار؟.

ـ هل تحب البرتقال؟.

ـ هل تحب عامودا؟.

ـ هل تحب الطريق الذي يمتد من عامودا، إلى كولسن؟.

ـ هل تحب الألم؟.

ـ هل تحب أخوالها النساطرة؟.

الطريق الذي يمتد من عامودا إلى توبس، هو طريق نوراني، هو طريق الملك "غوستاف الأول"، الذي مات مثلي في المنفى؛ الطريق الكثيف الذي مشت فيه كولسن، وهي تتذكر جدها "بافي كال"، ذلك الذي كان يقطع شهوته الوقحة بالمشي، فيمشي ويمشي، من لالش حتى قامشلي، ومن الحروب حتى الطمأنينة بجانب الحجارة الناصعة التي على روحه المنفية، مثل روح حفيده المنفية.

في لالش، رأيتُ شيخ آدي، رأيتُ حجرته المرتجفة، رأيتُ نوره الذي على الصباح الرؤيا.

سألني شيخي المهاجر آدي بن مسافر:

ـ أين بافي كال؟.

سألني شيخي المهاجر:

ـ أين كولسن؟.

سألني شيخي المهاجر:

ـ أين تقيم يابني؟.

سألني شيخي المهاجر:

ـ أين حفيدي ميتان؟.

سألني شيخي المهاجر:

ـ هل قرأتَ لي ماكتبته عن كولسن؟.

شيخ آدي، هناك، يتأمل عازف الأكورديون الفقير.

جاءتِ البروقُ، جاء الرسولُ، جاء ضبابُ الصباح، جاءت تراتيل الأيزيديين، جاء الغد الكبير السيد، جاءت كولسن ـ سيدة المنفى، جاءت Mon Amour، العتب يتبعها، ويتبعها الأورانج والفضة والكهرمان والفجر والسكين التي ذبحت الطاووس والرنة الذهبية لصوتها الذهبي، وجاء المحتشدون وجاء المساء والنكهة بطعم فلامنكو، جاء درج الشيخ "حتو"، الذي من سلالة الطائر الذبيح، جاء عازف الأكورديون. الجميع أتوا؛ وغابت كولسن، شقية المحاربين، شقية أخوالي من جهة الطاووس ملك.

تعزف آلة الأكورديون للبتول كولسن:

Mon Amour

كان عازف الأكورديون أعمى، مثلي.

Mon Amour

غوتنبورغ السويد

*شاعر سوري

العـــــــــودة للصفحـــة الرئيســــة – العــدد السابع

تكست - العدد السابع: المجتمع مصدر الالهام




أوراق للريح ..

المجتمع مصدر الإلهام ..

* أ.د.مجيد حميد جاسم


المجتمع هو مصدر الإلهام لأي أديب لاسيما إن الأديب الحقيقي هو أبن المجتمع يعرف مشكلاته ويدرك هواجس أبنائه ويخبر همومهم وتطلعاتهم . وان الأديب يكتب ما يكتب شعراً أو قصة أو رواية انما ليعبر عن هذه المشكلات وتلك الهواجس كونه يسعى للتغيير الايجابي في تفكير ابناء المجتمع وصولاً بالنتيجة لتغيير المجتمع وان على نحو غير مباشر ..



إذا ما آمنا بصدق وثقة بأهمية الثقافة والمعرفة ودور المثقفين في تغيير المجتمع وصنع الثورات على كل المستويات بدءاً بالثقافة والسعي في إرساء رؤى للتغيير وقوى تقود طلائع المجتمع في أحداثه , صار من الممكن حتماً ان تكن هناك قوى بالفعل قادرة على تبني هذا التغيير المنشود والتعاطي معه والسعي على إرساء بناه المطلوبة وتديمه ليصير حقيقة معاشة..



اذن المجتمع هو نفسه الذي يلهم الروائي والشاعر والفنان والقاص ليبدع ما يبدعه من أجل ذلك المجتمع وذلك نتيجة لوعي ذلك الأديب المثقف في أهمية الاشارة الى ذلك التغيير لانه بات ضرورة ملحة في صنع الثورة الثقافية..



وقد التفت الكثير من الروائيين والقصاصين الى هذه الحقيقة فتناولوا دقائق المجتمع الذي يحيون في كنفه وتناولوا المحلة والشارع والحارة وأجادوا في نقل وقائع الحياة فيها أيما أجادة . والامثلة على هذا الرأي كثيرة . فلقد نجح الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ في تناول الحارة المصرية ونقل تفاصيل الحياة فيها ورسم شخوصها على أحسن ما يكون الوصف في مختلف أعماله , حتى صار من الممكن تخيل شخوص رواياته – من خلال الوصف – وكأنك تعيش في الحارة المصرية ونقل حياة الفتوات في المجتمع المصري التي كانت سائدة ابان الفترة الماضية وعبر كذلك عن الانتقالة في المجتمع المصري من عهد ساد فيه الفتوات الى العصر الحديث نسبياً . وأتضحت هذه الرؤية كما في روايته (الحرافيش ) ورواياته الاخرى مثل (خان الخليلي) و(السمّان والخريف ) وكذلك فعل قبله الروائي محمد عبد الحليم عبد الله والدكتور يوسف إدريس كما في (النداهة ) و (أرخص ليال) والروائي جمال الغيطاني والروائي يوسف القعيد ..



وفي العراق فعل الروائي العراقي الراحل غائب طعمة فرمان كما في روايته (النخلة والجيران ) . وكذلك الروائي الراحل فؤاد التكرلي كما في روايته ذائعة الصيت (الرجع البعيد ) . وكان قبل ذلك قد فعل قبلهما عبد الحق فاضل وعبد المجيد لطفي وذو النون أيوب . وفي الوقت الحاضر فعل ذلك محمد خضير و محمود عبد الوهاب وقصي الخفاجي كما في مجموعته القصصية الخطيرة (الأوديبي ) وبعض قصصه المنشورة في الصحف المحلية . ونجح أيضا في ذلك عبد الستار ناصر ومحمد سهيل أحمد و ودود حميد ومجيد جاسم العلي وعلي عباس خفيف وعبد الصمد حسن وآخرون ..


اذا بوسع المجتمع أن يكون خير ملهم ودافع للكتابة والابداع لو أحسن الأديب صياغة حواراته ورسم شخصياته وأجاد في التعبير عن هموم المجتمع وهواجسه وآماله وأفكاره وطموحاته ليعبر خير تعبير عن الحب والحزن والفرح والأمل والألم والفجيعة والحرب والشجاعة والمأساة والفقدان والسعادة . أليست هذه كلها مقومات حياتنا مذ فتحنا عيوننا على الحياة وسرنا في دروبها وتهنا في شعابها ومفازاتها وحتى ساعتنا هذه..؟


نعم إنها كذلك تتناوب علينا فتفرحنا حيناً وتسحقنا حيناً وتؤرقنا بالوجع والهموم وتشتعل في دواخلنا بالألم والعذاب حيناً وترتسم على قسماتنا حباً وأملاً وسعادة حيناً آخر . أنها حياتنا وليس لنا سواها يلمحها إيانا المجتمع عبر أدبائه المثقفين البارعين بلغة مسبوكة رفيعة شعراً ورواية وقصة وفناً وسرداً بعد أن نخبرها وجعاً وفقداناً وأسى .. ولكن السؤال الذي لا بد أن نسأله ونحن نتحدث عن الابداع الادبي هو أين هي مكانة الرواية العراقية في خارطة الابداع الروائي العربي ..؟ ومن ثم أين هي في المنجز الروائي العالمي ..؟ والسؤال المهم الآخر أين هي الرواية الشبابية العراقية الأن ..؟



*أكاديمي عراقي




العـــــــــودة للصفحـــة الرئيســــة – العــدد السابع

تكست - العدد السابع: شهادة - فـــرات قصيدة للشاعر كريم جخيور


فرات




قصيدة للشاعر كريم جخيور



كيف تريد لهذا الأرجوان

أن ينكسر

كيف تريد لهذا السامق

أن يرتدي فجيعة الرماد

وكيف تريد لهذا الندى

أن يهمل بعض فضائله

وأن لا يشارك النوارس

فوضى الرفيف

وان لا يستحلب لحسناوات البصرة

ليال من وله وكستناء

إذن

قل لقلبك أن يضطرب

أن يخفق كالنار

أن يركض كالطفولة

وان يشهق مزدهيا بالجنون

فما لديما لديما

وما للشعر أكثر

*شاعر عراقي

العـــــــــودة للصفحـــة الرئيســــة – العــدد السابع

تكست - العددالسابع: شهادة -- كان فـــراتـــــا - كتب جابر خليفة جابر

كان فراتاً

*جابر خليفة جابر

عرفته أولا, قبل إن أراه ,قبل عشرين عاما أو أكثر , وعرفته أكثر بعد نشاطات منتدى الأدباء الشباب , شدتني جرأته وهو يقرأ قصيدته عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام , يوم ذاك , لم تكن قراءة قصيدة كهذه جراءة حسب , إنما أكثر من شجاعة , وربما رآها عاشقو البارات تهورا أو تخلفا ولكني انتميت لها , لقصيدته وله ولم يطل الحال بالمنتدى فأرتحل بشبابه إلى معتقل الرضوانيه الرهيب , فرات كريم جخيورعبد الرزاق صالحواثق غازيعادل الثامريعبد الغفار العطوي وعبد السادة البصري وآخرون .

فكانت الرضوانية محطة تعاشق أخرى بين روحينا وكنت في الخارج حرا – كعادتي – متعاطفا ومؤازرا فلم أصعد المنصة لقراءة قصة بعد أن اعتقلوا ولم, ولم – وبعد عام أو اقل , مر ثقيلا وبطيئا خرجوا , خرج فرات لاكما دخل خرج نحيلا تناوشته الدزنتريا و قويا يؤججه إيمانه الصادق ، مثقلا بقصاصات صغيرة ضمت قصائده . وحدها هذه , لمن عرف معتقل الرضوانية الرهيب و وحدها , كتابة قصائد وإخراجها معه , مجازفة ما بعدها مجازفة , لو كشفوها , لأبقوه هناك ربما إلى الأبد لكنه خرج , خرج بإنسانية أروع وشاعرية أبدع وبقص جديد .

ولا أدري لم كلما ذكر اعتقاله حضرت أمامي قصته الموحية (العودة إلى المنزل ) والتي نشرت متزامنة مع اعتقاله , كما لو انه يعرف ما سيحدث ,وقرر أن يعود عبر هذه القصة إلى داره , كما عاد فعلا فيما بعد , قرر العودة قبل أن يؤخذ من داره ويعتقل , كانت قصته نبوءة , وهذا يعزز ما أراه من إن الإبداع غيبي وما ورائي أكثر مما هو منطقي ومعقلي .

ومما لا يعرفه الوسط الأدبي في البصرة إلى ألان , إن الثلاثة فرات صالح وكريم جخيور وجابر خليفة , أصدروا مطبوعا سريا عام 2000 ووزع بإشكال مختلفة وطبعات عديدة ولهذا حكاية طويلة سنذكرها يوما .

بعد هذه الالماحات إلى بعض ما اعرفه عن فرات المبدع وفرات الصديق , اذكر خصلة أخرى أم ترتبط برقته وعاطفيته فهو سريع التأثر والتغير من حال لأخرى وهذا منعكس على ما يكتب، فكان قبل شهر أن قرأت قصيدة رائعة ومؤثرة أدمعت عيني وكأنه كان يرثي نفسه ثم بعد يوم واحد قرأت له قصيدة في الوله والهيام , وبين تلك وهذه هكذا هو يتأرجح أو يترجح محبا للحياة تحطمه صدماتها , لا يقوى على امتصاصها إلا بعد أن تأخذ منه وتهده , لذا بدا الحزن يسري إلى قلبه والانكماش إلى نفسه والانزواء عن الحياة ترى هل سيقول يوما كما قال (سيرجي يسنين )

ـ ودائما صديق

ودائما . .

دون مصافحة , دون كلمات

فليس جديدا أن نعيش من عالمنا هذا

وليس أكثر جدة – بالطبع – أن نموت ـ

كما قالها يوما صديق شاعر آخر من البصرة ومضى.

هل سيقولها كما فعل مناضل الجزائري الذي أعدموه عام 1983 أم سأقولها أنا لأحبتي أحبة الروح وارحل ؟

لا ادري , ثمة فراتان في هذا العالم دائما وثمة أيضا مقاصل وقماصل سود.

وثمة دائما وأبدا العادل الحي الذي لا يموت.

* قاص عراقي

العـــــــــودة للصفحـــة الرئيســــة – العــدد السابع


تكست - العدد السابع:إغتيال حــــلم كتب جاسم عاصي


إغتيال حــــلم

جاسم عاصي

قيل الكثير عن فن ( القصة القصيرة جداً ) ولم يبتعد كل ما قيل عن خصوصية هذا الفن ، ولكن ما لم يقله الكثيرون يبقى حلم القراءة المتواصلة لنماذج هذا الفن الجميل ، الذي اجتهد فيه الكُتّاب وبرعوا في تطويره واختيار خصوصياته واجتراحاته . وهذا بالتأكيد يصب في مشروع تستقبل مفرداته كل الفنون والأجناس . فالقصة هذه ابتداء من ( ناتالي ساروت ) وصولاً إلى ( فرات صالح ) لم تتخلص من لعبة التجريب ومن ثم الإضافة . فالقصة مشروع للبناء ، وأرى أنها تبقى كذلك ، لأن العقل البشري قادر على اجتياز كل ما قد يعوّق مسيرة الفن ، دونما صراع مؤكَد . نحن جميعاً تصفحنا ما كتبه كل من ( محمد عيتاني ، زكريا تامر ، محمود شُقير ، إبراهيم أحمد ، أحمد خلف ، جماعة بقعة زيت ، حنون مجيد ، حسب الله يحيى ، هيثم بهنام بردى ، جمال نوري ، جليل القيسي ، محسن الخفاجي ) فتعددت لدينا الرؤى المتعلقة بفن ومشغوليات هذا الضرب من القص . لكننا لم نقف على الخصوصية الذاتية للكتّاب أولاً ، وبهذا افتقدنا قابلية رصد التجربة من منظور يؤكد فعالية هذا الفن ، كذلك لم نؤكد على خاصية واحدة مهمة لهذا القص ثانياً ، وهي خاصية عكس الشعور الذاتي بالمشهد ، وهذا يقود بطبيعة الحال إلى قدرة المنتِج على التكثيف واستعمال اللغة والسرد على نحو متغيّر وهادف . الشعور هذا يقود أيضاً إلى وحدة الموضوع ، فالفن هذا لا يحتمل الأفكار المتعددة ، ولا يبني معماره على حساب معمار لفن آخر ، فمن خصوصيته في هذا ينطلق وإليها يذهب . وهذا الذهاب هو الذي يؤكد ويرسخ الممارسة والخصوصية الذاتية لينتِج النص . وأرى في هذا أنها نوع من الدربة التي تعتمد على جانب خـُلْـقي ينتج ـ موهبة ـ لذا نرى أن مشاريع كثيرة في القص مارست الكتابة في هذا الفن ، لكنها فشلت . وفي العودة إلى مركز هذه المداخلة ، نؤكد على الموهبة وإمكانية تطويعها . فالقاص ـ القصير ـ جداً ( فرات صالح ) لا يستطيع التخلص من موهبته التي تؤكد على أنه لا يتمكن من كتابة غير نص من هذا النوع . على الرغم من كبحه لجماح خيوله المتـأهبة للانطلاق .وهذا الاستنتاج متأت فقط من رصد ما كتبه في مجموعته ( عربة تحرسها الأجنحة ) واشتراكه في كتابي ( بقعة زيت ، ذاكرة المقهى ) ولا شأن لنا بما كتبه واحتفظ به في درج مكتبته ، أو نشره ولم نطلع عليه . وهذا فشل مسؤوليته تقع على عاتقنا كقرّاء .




أؤكد أن ( فرات صالح ) لا يستطيع التخلص من حيثيات هذا الفن ، وإن حاول في بعض قصصه أن يطيل الصفحات ، غير أنه يحافظ على وحدة موضوع هذا الضرب من الكتابة . هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن العبارة التي افتتحنا بها الورقة ( اغتيال حلم ) حضرت في ذهني جرّاء القراءات الكثيرة لما وقع بين يديّ من نماذج قصصية للقاص ، فوجدتها ترصد حالات الانتهاك والاغتيال للأحلام فقط ، وهذه الحالة تتشعب أسبابها ، وتنحصر في مجريين هما : الاغتيال السياسي وتأثيرات الحروب . ونص ( فرات ) يقع بين هذين المؤثرين ، فهو يحافظ دائماً على بنية تشكّل النص ، ثم يعبّر بقوة عن المشهد الذي خلفته الأحداث والحقب ذات النمط السلبي في التعامل مع الآخرين ، مخلّفة بذلك وجهاً من وجوه الاضطهاد ، والتطاول على ملكية عزيزة على الإنسان ، ألا وهي الحرية وحق العيش بسلام ، والرغبة في التمتع بمباهج الحياة ، عبر إطلاق إمكانية الإنسان في بناء الحياة وتطويرها بمنظور جمعي . بمعنى فسح المجال أمام تعدد الرؤى في النظر إلى مجريات الواقع وبناء المستقبل . وهذا ـ كما يرى فرات ـ لا يروق للسياسي الذي أصبح عقدة الوجود ، لأنه ذهب بعيداً ، وتمسك بكل شيء يتعلق بطموحاته ، متناسياً رغبة الآخرين في العيش ، فقد أسدل على تاريخ الفرد والجماعة الستارة .

من هذا يمكننا النظر إلى قصص ( فرات ) على أنها وجه آخر للحياة بكل اضطراباتها وخللها . وهي جميعاً ممارسة فنية عالية من أجل عكس الوجود المنتهَك ، والمصادرة لأسسه . فاغتيال الحلم ليس بالأمر الهيّن ، لأنه أساسا ً يشكّل ـ أي الحلم ـ بنية منبثقة عن رؤية واسعة تدربت على الجدل في الاختيار ، وكان معيارها الصالح والطالح دون اغتيال أحلام الآخرين من أجل تحقيق حلمها . لذا يمكن اعتبارها قياسا ً إلى خلل الرؤى الأخرى ؛ أنها رؤية مثالية ، غير أنها رؤية مكللة بالصالح ومعنية بتعميقه ووأد الطالح . إن رؤية القاص للواقع محفوفة برؤية الحلم ، ورؤى الحلم تتداخل فيها أحلام الشعر . لذا فقد كانت لغته تخاطب الآخر بلغة الشعر ، وهي أسمى الخطابات وأنقاها . كذلك يحاول جادا ًأن يركز على الأفعال الصغيرة التي تقود بنتائجها إلى الأفعال الكبيرة والمتعددة . ففعله يحتمل التشظي الموضوعي الإيجابي ، ويستقبل غير الممكن بحساب وعدم حساب الممكن . فهو يعمّق الفعل ورد الفعل بكثافة ورصد نبه ، مستند إلى حصيلة فنية ، تقول بعدم التفريط بالتركيز على حساب التوسع في رقعة الثيمة . إذ كيف لا وهو قارئ لقصص الرائد ( محمود عبد الوهاب ) بالتأكيد ، لا سيّما ما ضمته مجموعته ( رائحة الشتاء ) ولعل قصص مثل ( النافذة ، الساحة ، عابر استثنائي ) درس بليغ في كتابة القصة ، والقصة القصيرة جدا ً .

عموما ً استغل الحيّز المتاح لي في ملف يرغب الجميع في المشاركة فيه لأذكر أن القاص ( فرات صالح ) شأنه شأن كل القصاصين ، يطمح إلى أن يؤكد ويؤصل طابعه في كتابة هذا النوع من الفن . فقد سبقه الكثيرون في ذلك ، وكانت لهم بصماتهم التي تؤكد في جملة ما تؤكده على أن هذا الفن له قدرة استقبال التجارب في الكتابة ، مع الاحتفاظ بوحدة النص التي بذل كل الكُتّاب جهدهم في المحافظة عليها ، وعلى رأسهم القاص ( محمود شُقير ) وحصراً في آخر مجموعة له ( مرور خاطف ) .

*قاص وناقد عراقي

العـــــــــودة للصفحـــة الرئيســــة – العــدد السابع